إسلامها

یکشنبه, 01 اسفند 1395 00:00
(0 رای‌ها)
011 copy.jpgمن بركات الله تعالى الخاصة بهذه المرأة أن مَنّ عليها بأن اختارها لتكون أول نساء العالمين إسلاماً وأسبقهن تصديقاً برسول الله ودعوته ، وأخلص نسائهجهاداً ، وأعظمهن وفاءً وطاعة له ، وأصبرهن تحملا لما لاقاه رسول الله من ضروب الأذى والتضييق ، وأكثرهن بذلا وعطاءً في سبيل الله ورسوله ، فعن عبدالله بن مسعود : إن أول شيء علمت من أمر رسول اللهقدمتُ مكة مع عمومة لي أو ناس من قومي نبتاع منها متاعاً ، فكان في بغيتنا شراء عطر ، فأرشدنا إلى العباس بن عبدالمطلب ، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم ، فجلسنا إليه ، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض ، . . . كأنه القمر ليلة البدر ، يمشي على يمينه غلام ، حسن الوجه . . . تقفوهم امرأة ، قد سترت محاسنها ، حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ثم استلمه الغلام ، واستلمته المرأة ، ثم طاف بالبيت سبعاً والغلام والمرأة يطوفان معه ، ثم استقبل الركن ، فرفع يديه وكبّر ، وقامت المرأة خلفهما ، فرفعت يديها وكبرت ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع رأسه من الركوع ، فقنت مليّاً ، ثم سجد وسجد الغلام معه والمرأة ، يتبعونه ، يصنعون مثلما يصنع ، فرأينا شيئاً أنكرناه ، لم نكن نعرفه بمكة ، فأقبلنا على العباس فقلنا : يا أبا الفضل ، إن هذا الدين حدث فيكم ، أو أمر لم نكن نعرفه فيكم . قال : أجل ، والله ، ما تعرفون هذا؟ قال : قلنا : لا ، والله ما نعرفه ، قال : هذا ابن أخي محمد بن عبدالله ، والغلام علي بن أبي طالب ، والمرأة خديجة بنت خويلد امرأته أما ، والله ، ما على وجه الأرض أحد نعلمه يعبد الله بهذا الدين إلاّ هؤلاء الثلاثة .

     لقد آمنت برسول الله ، ولم يسبقها إلى ذلك إلاّ الإمام عليكيف لا يكون كذلك ، وقد قرأت ـ بما ألهمها الله تعالى ، وبما منحها من قدرة وحكمة وبصيرة ونظرة ثاقبة لمستقبل الصادق الأمين ـ مستقبله وأنه ذو شأن كبير ومقام كريم ومنزلة محمودة؟!
     لقد واكبت مسيرته المباركة وهو في غار حراء ، بخدمتها الصادقة وكلماتها الطيبة ، التي تدل على مدى اخلاصها ونباهتها وصفائها : «وهيأت خديجة لزوجها ما يناسبه من حياة ، فلما لجأ للتحنث في غار حراء ، كانت تعدُّ له ما يحتاجه من طعام وشراب خلال الفترة ، التي اعتكف فيها بالغار ، فلما جاءه الوحي كانت أول من صدقه ، وعانت معه صراع قريش ضده ، وكانت البلسم الشافي لجراحه من هؤلاء المعتدين ، ودخلت معه الشعب عندما قرر سادة قريش أن يقاطعوا المسلمين . . .» (سير أعلام النبلاء 1/81 ).
    كانت تسمعه كلمات رقيقة هادئة كلما دخل بيتها عائداً من غار حراء ، كلمات ملؤها الحنان والحب . تدعوه أن يطمئن ، وتدعوه أحياناً أن يهدأ وينام ، فكان يقول لها : مضى عهد النوم يا خديجة . لقد كانت كلماتها تلاحقه وهو في بيته ، وهو خارج منه ، وهو في الغار ، وهو يدعو عشيرته للإيمان ، وهو في دار الارقم يدعو الناس سراً، وهو في كل مكان في مكة يقارع قريشاً وشركها جهراً ، وهو يرى أعداءه والمتربصين به ، والمبغضين له ، فكانت تخفّف عنه كلّ معاناته وكلّ ما يلقاه من أذى وتكذيب وعنت من قومه .
     وكان يصرّح ويفضي لها بكلّ شيء يقول ابن هشام في سيرته : وآمنت به خديجة بنت خويلد ، وصدقت بما جاءه من الله ، ووازرته على أمره ،  . . . فخفف الله بذلك عن نبيه ، لا يسمع شيئاً ممّا يكرهه من ردّ عليه وتكذيب له ، فيحزنه ذلك ، إلاّ فرّج الله عنه بها إذا رجع إليها ، تثبته وتخفف عليه ، وتصدقه وتهوّن عليه أمر الله ، رحمها الله تعالى(السيرة النبوية لابن هشام 1/240 ) .
     ومن كلماتها له أيضاً : أبشر ، فوالله ، لا يخزيك الله أبداً ، والله ، إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتؤدي الأمانة ، وتحمل الكلَّ ، وتقري الضيفَ ، وتعين على نوائب الدهر .
خواندن 3041 دفعه
مدیر سایت

وب سایت تخصصی حضرت خدیجه سلام الله علیها که از سال 80 تا کنون فعالیت دارد و در مورد زندگی نامه حضرت خدیجه سلام الله علیها و فیلم و صوت و کتاب هایی که در مورد ام المومنین حضرت خدیجه سلام الله منتشر میشود.

www.khadijeh.com

نظر دادن

از پر شدن تمامی موارد الزامی ستاره‌دار (*) اطمینان حاصل کنید. کد HTML مجاز نیست.